يعتبر الاستثمار حول العالم في الوقت الحالي من القرارات الصعبة لمن يطمحون في تأسيس أعمالهم الخاصة أو التوسع في المشاريع بالنسبة للبعض الآخر بسبب جائحة فيروس كورونا التي أطاحت باقتصاد العديد من الدول وجمدت الأسواق العالمية وعطلت حركة التنقل بين البلدان وأوقفت تقريباً حركة العرض والطلب في الأسواق بل وأثرت على الناتج القومي للبلاد، فما الذي يجب فعله في مثل هذه الأوقات الصعبة؟ وكيف تعاملت المناطق الاستثمارية في ظل هذه الظروف؟ وكيف يمكن لأصحاب رؤوس الأموال الاستثمار الآمن خلال الأزمات الطارئة؟.
أدت تداعيات فيروس كورونا في العالم إلى انغلاق العديد من الدول على نفسها وفرض قيود على حرية انتقال العمل وقيود أخرى على الاستيراد والتصدير وربما بعض الدول استغلت الجائحة كذريعة لغلق الحدود في وجه الاستثمارات الأجنبية بحجة الحماية للأمن القومي للبلاد مما أدى إلى خفض نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العديد من الدول.
حيث أن من المتوقع أن تسجل المنطقة العربية انخفاضاً بنسبة 45% للاستثمارات الأجنبية المباشرة في المنطقة للعام الجاري (2020) وذلك عن دراسة جديدة أصدرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في الشهر الرابع.
وفي سيناريو مغاير استطاعت تركيا أن تستغل الأوضاع الحرجة في العالم لمصلحتها وتفرض ثباتها في حيث أن العديد من الدول كانت تنهار اقتصادياً، حيث صدرت تركيا الكمامات والألبسة الوقائية بأكثر من 500 مليون دولار إلى مختلف دول العالم في النصف الأول من السنة الجارية (2020) واستطاعت تلبية الاحتياجات الداخلية والخارجية ورفع صادراتها بنسبة 10,84% على أساس شهري في شهر مايو بعد تراجع في شهرين إبريل ومارس.
أشاد رئيس البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير بتعامل تركيا مع فيروس كورونا وإدارته وسرعة استجابة النظام الصحي خلال عملية مكافحة والحد من انتشار الفيروس وأشار إلى أن أنقرة ستحقق نمواً اقتصادياً قوياً بعد انقشاع الوباء بالإضافة لإثبات قطاع الصناعة في تركيا ثباته عن طريق توفير معدات الحماية الشخصية والمواد المعقمة خلال وقت وجيز وانتاج الملايين من الأقنعة والملابس العازلة كل أسبوع لتلبية الاحتياجات المحلية والمساهمة في سد الاحتياجات العالمية بالإضافة لدور كبرى الشركات في تركيا في إنتاج أجهزة التنفس الاصطناعي ومنتجات الوقاية الأخرى.
ومن جهته يرى بعض المحللين أن الأسواق العالمية في حالة جمود مؤقت وسوف تعود الحياة إلى طبيعتها، ويرى البعض الآخر أن الوضع الاقتصادي يحتاج إلى 3 سنوات للتعافي وأن جائحة فيروس كورونا من أسوأ الجائحات منذ 100 عام.
فكما نرى هنا هناك نموذجين في التعامل مع الأزمات، النموذج الأول في خوفه من التأثيرات السلبية وتقييد حرية العمل وتم استغلال الفرص وتحويل الجائحة لربح في النموذج الآخر فكيف لأصحاب رؤوس الأموال الاستثمار في ظل هذه الظروف المعقدة؟
بعض نصائح الاستثمار الآمن خلال الأزمات:
- دراسة الاستثمار بشكل دقيق وعناية شديدة.
- عدم الاستثمار في مجال واحد وتوزيع المال في استثمارات متنوعة.
- تحديد الهدف والغاية من الاستثمار حيث يختلف العائد من الاستثمار بين المدى البعيد والقريب.
- الهدوء والاستقرار والصبر وعدم محاولة قراءة السوق في مثل هذه الأوقات بسبب التقلبات الشديدة.
- الاستثمار بالنفس واستغلال الوقت وزيادة حصيلة المعلومات الاستثمارية والاقتصادية.
يعد الصبر والتأني أوقات الأزمات إحدى أسلحة المستثمر رغم لجوء بعض المستثمرين إلى توجهات استثمارية أخرى تعد آمنة من وجهة نظر العديد من المحللين والمستثمرين.
أبرز أسواق الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون:
الأسهم
حيث نرى في نموذج جائحة فيروس كورونا أن انخفاض أسهم كبرى الشركات أدى لإقبال الناس على شراء الأسهم مما أدى إلى وصولها لقيمة قياسية كشركة مايكروسوفت وشركة أمازون و شركة علي بابا.
الودائع البنكية
حيث يتم حفظ الأموال في البنوك على شكل ودائع بنكية مع ربح ثابت.
الذهب
يعد أكثر الحلول الآمنة شعبية، ويتم شراؤه على شكل سبائك عادةً. وفي النموذج الحالي لفيروس كورونا من المتوقع أن يرتفع سعر الذهب مع نهاية عام 2020.
العقارات
عادةً ما يتم شراء عقارات وأصول ثابتة خلال الأزمات كون قيمتها تستمر في الصعود على المدى البعيد وتعد أكثر الاستثمارات أماناً في مختلف الأوقات.
السندات الحكومية
يلجئ المستثمرون إلى شراء سندات حكومية كونها إحدى الاستثمارات الآمنة في ظل الأوقات الحرجة.
العملات الأجنبية
كالين الياباني والفرنك السويسري والدولار الامريكي حيث تعد من العملات الثابتة وقليل ما تتأثر بالأزمات الاقتصادية.