تعود صناعة السيارات وقطع الغيار في تركيا إلى التسعينات وتحديداً عام 1960 وتلعب دوراً كبيراً في سوق التصدير التركي فالاستثمار الصناعي من أهم الاستثمارات التي تدعم الاقتصاد التركي والتي ساهمت في نموه على مدار السنوات الماضية.
أعلنت شركة “فورد أوتوسان” الأمريكية مؤخراً عن بدء إنتاج قطع الغيار لمركبات فورد في مصانعها في تركيا وتم تأسيس قسم مبيعات مسؤول عن توريد قطع الغيار إلى جميع أنحاء العالم وتلبية احتياجات سيارات فورد في أوروبا من تركيا. فما الذي دفع الشركة الأمريكية على اتخاذ هذا القرار؟ هذا ما ستتعرف عليه من خلال مناقشة الاستثمار في هذا القطاع.
في عام 2000 بلغ حجم الاستثمار للشركات المصنعة للمعدات الأصلية OEM أكثر من 15 مليار دولار في عملياتها في تركيا، هذه الاستثمارات سمحت بتوسيع وتطوير القدرات التصنيعية بشكل كبير مما أدى إلى أن تصبح تركيا جزءاً مهماً من سلسلة القيمة العالمية لمُصنّعي المعدات الأصلية الدوليين من خلال تلبية وتجاوز معايير الجودة والسلامة الدولية، وزاد إجمالاً إنتاج المركبات لمُصنّعي المعدّات الأصلية العالميين من 200,000 ألف وحدة عام 2002 إلى 1,5 مليون وحدة في عام 2018، حيث يتم إنتاج أكثر من 1,3 مليون عربة سنوياً عن طريق أكثر من 12 مُصنّعاَ للمعدات الأصلية.
أنتجت تركيا أكثر من 2 مليون سيارة في عام 2012، وتم تصدير أكثر من 1,3 مليون سيارة من أصل 1,5 مليون في عام 2018، حيث أن 85% من إنتاج السيارات كان مخصصاً للأسواق الخارجية في جميع أنحاء العالم وكانت تركيا المُصدّر الأول للسيارات إلى الأسواق الأوروبية بـ 1,1 مليون سيارة في العام نفسه، وفي عام 2019 بلغت حجم الصادرات التركية من السيارات وقطع الغيار أكثرمن 28 مليار دولار، و7,6 مليار دولار من بداية العام الجاري إلى نهاية شهر أبريل، وتعد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وإسبانيا المستوردين الرئيسيين للسيارات من تركيا.
تتمركز صناعة السيارات وقطع الغيار في تركيا في مدن بورصة وكوجالي واسطنبول، حيث يوجد في مدينة بورصة أكثر من 350 مورد و600 شركة أجنبية نشطة، حيث 25% من العاملين في صناعة السيارات وقطع الغيار متواجدين في مدينة بورصة، وتتولى المدينة 60% من تصنيع العربات وقطع الغيار و15% من إجمالي صناعة السيارات في تركيا، بالإضافة إلى 18 منطقة صناعية منظمة ومنطقة تجارية حرة، ولابد أن نذكر مميزات الاستثمار في هذه المناطق الصناعية المنظمة من إعفاءات ضريبية وتسهيلات وتخفيضات على أسعار الخدمات من مياه وكهرباء وغيرها.
موقع تركيا الإستراتيجي وسهولة الوصول إلى جميع الأسواق العالمية وتوافر العمالة الماهرة والخبيرة بتكاليف منخفضة بالإضافة إلى مزايا الاستثمار في السيارات وقطع الغيار في تركيا وخاصةً في المناطق الصناعية المنظمة، دفع العديد من الموردين العالميين إلى اتخاذ تركيا كموطن لهم وقاعدة إنتاج لتلبية الطلبات في الأسواق العالمية، كما تعد تركيا مقر للتصنيع والإنتاج والتوسع للعديد من الشركات العالمية الكبرى كشركة فورد كما ذكرنا في بداية المقال بالإضافة إلى العديد من الشركات العالمية مثل شركات هيونداي ورينو وفيات ومرسيدس.
بعض الحقائق والأرقام عن الاستثمار في السيارات وقطع الغيار في تركيا:
- تعد تركيا في المركز الثاني في إنتاج المركبات التجارية في أوروبا.
- تركيا في المركز الخامس في إنتاج السيارات أوروبياً.
- تحتل تركيا المركز الـ 15 عالمياً في إنتاج السيارات.
- بلغ متوسط معدل تصدير المعدات الأصلية في تركيا 85%.
- بلغ معدل النمو السنوي المركب لسوق المركبات في تركيا الـ 12% منذ عام 2002 إلى عام 2017.
- 30 من أكبر 50 مورد عالمي لديهم منشآت إنتاجية في تركيا.
- بلغ عدد الموردين من الدرجة الأولى في تركيا 430 مورد.
- عام 2019 بلغ عدد مراكز البحث والتطوير المعتمد من قبل وزارة الصناعة والتكنولوجيا 152 مركزاً.
يوجد عدد كبير من المراكب في الشرق الأوسط وجميعها تحتاج إلى قطع غيار منخفضة التكلفة وعالية الجودة وهنا يأتي دور الموردين في تركيا لتلبية هذه الطلبات المستمرة، حيث تتوفر قطع الغيار لمختلف أنواع السيارات والشاحنات بجودة عالية وسعر مناسب للمستهلك في مختلف المناطق التركية وتتميز بسهولة وسرعة وصولها إلى المستهلك.
في حال قرر المستثمر العمل في استيراد وتصدير السيارات وقطع الغيار أو الاستثمار في تصنيعها وإنتاجها عليه البدء بالخطوة الأولى وهي تأسيس شركة في تركيا، حيث تعد تركيا هي الوجهة الصحيحة بسبب توافر تسهيلات حكومية متجددة تشجع المستثمر واقتصاد مستقر نسبياً خاصةً في مواجهة الأزمات وفرص استثمارية عديدة وسوق محلي نشط وبيئة آمنة للاستثمار تسمح للمستثمرين الاستقرار مع عائلاتهم في حال الرغبة بذلك لسهولة إجراءات إقامة العمل وتأسيس الشركة في تركيا والتقديم على الجنسية التركية لاحقاً.