استطاع الاقتصاد التركي أن يحتل المرتبة التاسعة عشر بين أقوى الاقتصادات في العالم، بناتج محلي يتجاوز 900 مليار دولار. وهو ما جعله يتمكن من الصمود وسط الكثير من الأزمات. لكنه وخلال الربع الأول من هذا العام، بدأ سعر صرف الليرة في التراجع أمام الدولار. وهو أمر ساهمت به عدة عوامل منها الديون الكبيرة على عدة قطاعات، وتراجع حركة التصدير الناتج عن إغلاق حركة الملاحة نتيجة لتفشي فيروس كورونا حول العالم.
هذا التراجع في سعر الليرة يمنح العديد من المزايا وقوة شرائية أكبر لكل من يريد أن يستثمر أو يقوم بشراء أصول في البلاد، لا سيما العقارات. سوق العقارات في تركيا استطاع أن يُثبت صمودًا كبيرًا في وجه الأزمات الاقتصادية.
الأصول العقارية استطاعت أن تحافظ على قيمتها، وساعد في ذلك طبيعة الاستثمار العقاري في تركيا من ناحية أنه استثمار طويل الأجل. في حين أن الأزمات العابرة التي يمر بها الاقتصاد التركي لا تطول مدتها بفعل قوة الاحتياطي الأجنبي وتماسك مؤسسات الدولة.
بحسب الإحصائيات الخاصة بالدراسات الحكومية والمستقلة، فإن العقارات التركية استطاعت أن تحافظ على نمو سنوي لقيمتها السعرية بلغ 10%. إحصائية أخرى مُلفتة للنظر، وهي أن من قام بشراء منزل في أنطاليا أو اسطنبول منذ 5 سنوات، يستطبع بيع هذا المنزل الأن بزيادة 83% عن سعره الأصلي. وهو ما يعني أن الاستثمار العقاري هو استثمار مربح لا محالة، لكن شريطة أن يكون لديك الرغبة والصبر في أن تستثمر في أصول طويلة الأمد.
ما الذي يجب مراعاته عند الاستثمار العقاري في تركيا؟
هناك عدة أمور هامة يجب أن تدقق بها أثناء عملية شراء العقار في تركيا:
- الإطلاع الجيد على النمو في أسعار العقارات خلال السنوات الخمس السابقة في المنطقة التي ترغب في شراء عقار بها، حيث أن حجم الزيادة في أسعار العقارات غير ثابت بين الولايات والمدن، وهو أمر متغير بتغير الموقع والطلب على العقارات داخل الولاية. والاهتمام بتلك النقطة يساعدك على تحقيق أقصى استفادة مادية على المدى البعيد.
- إذا لم يكن لديك دراية بكيفية الوصول إلى تلك الإحصائيات أو الأرقام، فمن الأفضل الاستعانة بشركة استشارات قانونية في تركيا لديها باع السوق التركي.
- حاول الابتعاد عن العقارات التي يصل نسبة الخصم على أسعارها 50% ، لأنه عادة ما يصعب التصرف في تلك العقارات أو بيعها بعد ذلك.
- لابد أن تستعين بشركة لديها مستشارين قانونيين لمعرفة ما هي الرسوم المترتبة على العقار بعد إتمام عملية الشراء، مثل خدمات العقار الشهرية، وضريبة الشراء والأرباح، وفواتير الكهرباء والماء، حتى تسير أمورك بشكل قانوني.
- احرص أثناء الشراء على أن تكون عملة الشراء هي الليرة، خاصة إذا كان الشراء سوف يتم على أقساط، حتى تتمكن من توفير أكبر قدر من المال في حالة تراجع سعر الليرة أمام الدولار في أي وقت.
رغم الظروف الصعبة التي يعيشها العالم وتركيا نتيجة أزمة كورونا وتبعاتها الاقتصادية، إلا أنه في الوقت ذاته يفتح تراجع سعر الليرة آفاقاً للأجانب لاستثمار أقل تكلفة في تركيا، والاستفادة من الفروق في سعر صرف العملة، وامتلاك أصول واستثمارات طويلة الأمد تؤمن مصدر عوائد للمستثمر، مع إمكانية الاستقرار والحصول على الجنسية التركية.